احمد مصطفى يكتب الغرب الفاسد والشرق الصاعد بقوة (الجزء الثاني)

احمد مصطفى يكتب الغرب الفاسد والشرق الصاعد بقوة (الجزء الثاني)
Ahmed Moustafa writes the Corrupt West and the Strongly Rising East (Part II)
الغرب كاذب مزدوج المعايير:-
اختيار القيادات في الجنة ههه “كما ادعى جوزيف بوريل”
فمثلا على المستوى المهني عندما كنت أطالع تصريحات المسئولين في الإتحاد الأوروبي – كنت اعتقد وبشدة انها شخصيات غير مؤهلة وغير مسئولة وهذا شيء لا يمكن تخيله عن ما يسمى الجنة (أوروبا) كما وصفها العنصري جوزيف بويل مؤخرا ووصفنا نحن مما لا ننتمي للقارة العجوز بـ الأدغال – وهذا التعليق العنصري على الأقل يفضح عنصرية هذا الغرب الكاذب الفاشل.
وعليه بدأت في التحري عن السير الذاتية للقيادات الأوروبية – ووقع تحت يدي مقالا في موقع بوليتكو الأمريكي تحت عنوان (الحقيقة المخزية عن السيرة المهنية لـ السيدة/ أورسولا فان در ليين – رئيسة المفوضية الأوروبية)، صاحبة الابتسامة المصطنعة الصفراء، بقلم: ماثيو كارنتشنج بتاريخ 2 يوليو 2019.
والمقال مفاده أن السيدة كانت وزيرة دفاع فاشلة في حكومة ميركل محاطة بالتجاوزات والفضائح المالية ولم تكن على وفاق مع القيادات في الجيش وتورطت في العديد من الصفقات الفاشلة كبدت الوزارة الملايين ولم تقدم استقالتها لأنه كانت كالحذاء في قدم أنجيلا ميركل ولهذا دعمتها في الترشح لرئاسة المفوضية الأوروبية في 2019 رغم كل الانتقادات حتى من الحزب الحاكم والمعارضين.
وهذا الطرح أيضا يوضح أن رئاسة الإتحاد الأوروبية والمفوضية الأوروبية لا يخضعان لأي رقابة شعبية، أو موافقة شعبية من قبل الشعوب الأوروبية الدافعة للضرائب، والتي تدفع رواتب هؤلاء الفشلة، والذين يرضوا أن يصبحوا حلفاء بل خدما للأنجلوسكسون (أمريكا وبريطانيا) على حساب مصالح شعوبهم.
وأثبتت العملية الروسية في أوكرانيا هذا بشكل عملي، وهذا الأمر للأسف يعود لما بعد الحرب العالمية الثانية ومشروع مارشال لإعادة إعمار أوروبا، وحتى اتفاقية التجارة الحرة عبر الأطلنطي في 2016 والتي وافق عليها قادة الإتحاد الأوروبي، دون أخذ رأي أي من شعوبهم، وذلك باستغلال فرق العملة، وأن الدولار أرخص من اليورو، وبالتالي هناك فرصة لتسويق السلع الأمريكية في أوروبا حتى وإن كانت غير مطابقة للمواصفات الأوروبية.
الغرب أكثر من أستغل واردات الغذاء العالمية:
اتهم الغرب روسيا في أنها تقف في وجه إمدادات الغذاء للدول الفقيرة بإغلاقه البحر الأسود وتعطيل الملاحة فيه – فجاء الرئيس بوتين في أحد خطبه الأخيرة، واتهم الغرب بالكذب وأتهم الأمم المتحدة بالتحيز، لأن غالبية شحنات الغذاء لم يذهب 3% منها للدول الفقيرة في الجنوب، بل ذهبت غالبيتها العظمى إلى الدول الأوروبية وخصوصا ألمانيا وبريطانيا وبولندا. ثم جاء تصديق (جوتيريز) سكرتير عام الأمم المتحدة أن 80% من الشحنات تذهب الدول الغربية وهذا طبعا بعد المبالغة في الحساب.
البنك الدولي وضغوطه على لبنان وتونس:
أيضا محاولة البنك الدولي الضغط على لبنان لأقصى درجة، بعدم السماح للبنوك اللبنانية بإعطاء مستحقات المودعين، وعدم الحصول على أية قروض، بسبب عدم وفاء لبنان بوصفة هذا البنك، المسيطر عليه أمريكيا، للإخلال بسيادة لبنان والضغط عليه للتطبيع مع إسرائيل. وايضا لتركيع لبنان، بسبب حزب الله، والذي وقف للكيان الصهيوني وقفة كبيرة في تهديده له بعدم التعدي على حقوق لبنان البحرية لاستخراج النفط والغاز من البحر المتوسط، كما يقوم الكيان الصهيوني.
نفس السيناريو ينطبق على تونس، لأن النظام الموجود في تونس تحت قيادة الرئيس / قيس سعيد، يأبى التطبيع ولا يريد لتونس أن تصبح دولة ضعيفة السيادة، ويميل بطبعه للمبادئ الاشتراكية.
إيران وقضية الشابة مهسا أميني:
حتى في قصة الشابة الإيرانية مهسا أميني، التي قضت في إحدى أقسام الشرطة، وإن كان هناك خطأ حدث من أحد الضباط في تطبيق القانون خصوصا مع الإناث، وهناك مراجعة وإعادة تدريب لشرطة الآداب في إيران بسبب هذه الحادثة، إلا أن أمريكا التي تحاول المدافعة عن حقوق المرأة في إيران وفي الدول الإنسانية، هي نفسها لم توقع على (اتفاقية وقف كافة أشكال التمييز ضد المرأة – سيداو).
في حين أن إيران وغالبية الدول العربية والإسلامية موقعة على الاتفاقية، وليست المرأة في أمريكا أفضل حالا من المرأة في أي مكان في العالم.
فهناك تدخل أمريكي صارخ في شئون داخلية للغير بما يخل بالقانون الدولي، وهناك ازدواجية معايير تمارس وهذا أمر لن يعد مقبولا، وسنرد بشدة و بانتقاد صارخ على أي جهة دولية (اتحاد اوروبي أو أمريكا) في حال ما تم انتقادنا لأن ما نعرفه عنهم الكثير وبالأدلة الدامغة، و سنلاحقهم في المحافل الدولية، كلما أمكن، لأنه وأصبح أمرا غير مقبول وغير محترم.
أوبك بلس والهستيريا الغربية:
وفي ملف (أوبك بلس) وعندما سعت السعودية لحماية مصالحها الاقتصادية بالتعاون مع روسيا، بخفض الإنتاج، لتعويض خسائر النفط التي حدثت في تحالفها مع أمريكا، سواء في الحرب التي شنت على سوريا لضرب الاقتصاد الروسي والإيراني، ثم بعد ذلك من خلال جائحة كورونا والتي للأسف قوضت الاقتصاد العالمي وزدات أوضاع العالم الاقتصادية سوءا.
وربما كانت أوكرانيا مصدر كورونا لوجود معامل بيولوجية تابعة لأمريكا بها، وهذا ما كشفته القوات الروسية أثناء عملياتها الخاصة داخل أوكرانيا، وليست الصين، التي حاولت كل من بريطانيا وأمريكا تشويهها في الإعلام لتصفية حسابات ومحاولة كسر أذرع الصين الاقتصادية.
الأمر الذي فشل لشيئين (أولا) وجود 5 مليون مواطن أمريكي من أصل صيني حسب هيئة الإحصاء القومية في أمريكا، (ثانيا) شهادة الرئيس التنفيذي لمكتب الصحة العالمية الإقليمي بالقاهرة والذي فند هذا الأمر د/ أحمد المنظري.
الفضيحة المالية الغربية في 2008 والتي سميت “الكساد المالي”:
الفضيحة الغربية التي لا تنسى والتي يحاول الغرب وخصوصا في بريطانيا وأمريكا التعتيم عليها، فضيحة تلاعب البنوك الغربية والسقوط المالي المروع عالميا في 2008 بسبب اقتصاد طاولة القمار، والذي قصد به بعض دول العالم في أوروبا وآسيا من أجل إفلاسهم ومنها روسيا.
والذي كان جزء منه ما يسمى الحرب على الإرهاب، والذي صنع في الغرب، والتي كلفت الاقتصاد العالمي ما لا يقل عن 8 تريليون دولار، وهناك مصادر كثيرة تتحدث في هذا الرقم، فـ التلاعب بأسعار الفائدة وقتها في 2008 كان جزءا من المؤامرة المالية الكونية، فكما يحدث حاليا في أمريكا لمحاولة جمع أموال الغير من خلال رفع أسعار الفائدة.
الأمر الذي أفلح في وقتها في إثراء قلة من مديري البنوك وأعضاء مجلس الاحتياطي الفيدرالي، وإفلاس مليارات من البشر، ربما لم يعد يفلح هذه المرة مع فشل إدارة بايدن، واحتمال كبير لفشله في الانتخابات النصفية الشهر المقبل بسبب حركة أوبك بلس.
سوء استخدام الرقمنة في الغرب:
والأسوأ من هذا تسخير التكنولوجيا الرقمية لمعاقبة أي دولة تريد أن تصبح مستقلة القرار، بدءا من نظام سويفت البنكي وحتى نظام إياتا للسفر والطيران وحجز التذاكر، تحاول أمريكا معاقبة أي دولة تقف في وجه رغبات الدولة العميقة أمريكيا، والتي تدير جزءا كبيرا من اقتصاد العالم.
ولكن عندما تحاول روسيا والسعودية ضبط أسعار النفط والغاز عالميا – يحاول الغرب وضع سقفا أو حدود قصوى لسعر هذه السلع الإستراتيجية وهو الطرف الأضعف، بينما تفرض أمريكا عقوبات مالية على روسيا عندما تحاول الدفاع عن أضعف حقوقها وهو الأمن وسيادتها واستقلال أراضيها مقابل الناتو.
السفير الأمريكي في الدوحة:
مثال آخر على انتهاك الغرب لسيادة الآخرين ، فضلاً عن عدم احترام الخصوصية الثقافية ، هو عندما عقد سفير الولايات المتحدة في الدوحة ، قطر ، الدولة المستضيفة لكأس العالم لكرة القدم 2022 ، مؤتمراً صحفياً وبدأ الحديث عنه. مخاوفه بشأن مضايقة جماهير LGBTQ. حيث لم يكترث هذا الرجل أنه يعيش في بلد عربي يعتنق الإسلام وأنه من الخطأ / الحرام التصرف بشكل غير لائق علنا. حيث يزعمون أن أمريكا والغرب أنهم يعتنقون حقوق الإنسان والتعددية واحترام الآخر، إلا أنهم أول من ينتهكها.
يرجى الاسترشاد بذلك.